الحمد لله و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله و صحبه أجمعين
ألقى نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ فضيلة الشيخ علي بن حاج كلمة هامة بمسجد الوفاء بالعهد بحي القبة بالجزائر العاصمة بعد صلاة الجمعة يوم الثامن من رمضان 1433 هـ الموافق لـ 28 جويلية 2012 م.
إن الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وإذ تتابع باهتمام بالغ تطورات الأحداث في أرض الكنانة، وما تتعرض له الثورة المصرية من تربصات ، ومحاولات لمحاصرتها ومصادرتها، وما يحاك ضد المسار الديمقراطي الذي رسمته إرادة المصريين وتضحياتهم من مؤامرات، فإنها:
إن الجبهة الاسلامية للإنقاذ التي انبثقت مشروعيتها من رحم الإرادة الشعبية والتي اكتوت بنيران الانقلاب على الشرعية واصطلت بجحيمه وما كلفها ومناضليها من سجون واعتقالا ت وكلف الجزائر عقودا من التخلف على كل المستويات لا تزال نتائجها الكارثية بادية للعيان ، تلفت انتباه الرأي العام العربي والإسلامي والدولي إلى أن الانقلاب على الشرعية في مصر يعتبر تقليدا أعمى لم يجلب للشعب الجزائري لا أمنا ولا سلما ولم ينقذ ديمقراطية كما زعموا بل رُمي بها في أتون حرب طاحنة كانت من محصلاتها أزيد من ربع مليون قتيل ولا تزال الجزائر لم تخرج بعد أزيد من عشرين سنة من عنق الزجاجة.
الحمد لله والصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على أله و صحبه أجمعين
هنأ نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ الدكتور مراد دهينة فور اطلاق سراحه من سجنه بفرنسا والذي دامت فترة اعتقاله به أزيد من سبعة أشهر و كان متأكدا من أول يوم من برائته مما نسب إليه من طرف السلطة الجزائرية التي بدلت المستحيل و بشتى الطرق من أجل تسلمه من يد العدالة الفرنسية بغية تعذيبه و الانتقام منه غير أن الله تعالى خيب سعيها و أفشل محاولاتها اليائسة من استرجاعه.
الحمد لله القائل في كتابه الكريم: "وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" والصلاة والسلام على أشرف المرسلين القائل في الحديث الصحيح : "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته" وعلى آله وصحبه أجمعين.
تاريخ 26 ديسمبر 1991 من الأيام التي لا تمحى من ذاكرة الجزائريين ويوم مشهود شهده العالم العربي والإسلامي والغربي فهو يوم فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالصندوق الشفاف في الدور الأول بـ 188 مقعداً من مقاعد البرلمان. حيث منح الشعب الجزائري جبهته بكل شرعية ومشروعية فوزاً ساحقا وهي سابقة نادرة في تاريخ الانتخابات العربية والإسلامية.
غير أن هذا الفوز الذي تم في ظل الشرعية وقوانين الجمهورية ومصادقة المجلس الدستوري على النتائج التي أحرزتها الجبهة الإسلامية للإنقاذ استحال إلى مأساة وطنية بفعل حفنة من جنرالات فرنسا وقوى العلمانية المتطرفة الاستئصالية التي فشلت فشلا ذريعا في كسب ثقة الشعب الجزائري عن طريق صناديق الاقتراع فتمَّ الانقلاب على اختيار الشعب مما جرَّ على البلاد والعباد المحن والقلاقل والآثار الوخيمة التي ما زال الشعب الجزائري يتجرع مرارتها إلى يوم الناس هذا.
وفي ظل التضليل والتعتيم الإعلامي رأت وجوه من قيادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى ضرورة فتح هذا الموقع الإعلامي ليعبر قادة وإطارات ومنتخبي الجبهة الإسلامية للإنقاذ عن آرائهم السياسية وكشف حجم المآسي والمظالم التي نزلت بمختلف شرائح أبناء الجبهة الإسلامية للإنقاذ من القمة إلى القاعدة والتي ظلت حبيسة الصدور لعقدين من الزمن.
هذا الموقع الإعلامي –وهو جهد المقل- مفتوح لسائر أبناء الجبهة الإسلامية للإنقاذ والمتعاطفين معها وكذا لسائر أبناء الشعب الجزائري الموافق والمخالف شريطة إلتزام أخلاق وآداب الحوار والصدق والأمانة بعيداً عن التجريح وقالة السوء ونشر الأراجيف عملاً بقوله تعالى "وقولوا للناس حسنا"وقوله عليه الصلاة والسلام "وخالق الناس بخلق حسن" فلا مجال للسب والتشهير والقذف.
والباب بحول الله تعالى مفتوح على مصراعيه وكل من أراد أن يساهم في إثراء هذا الموقع بالمقالات الهادفة وعرض المظالم المتنوعة – صوتاً وصورة – التي يعاني منها مختلف أبناء الشعب الجزائري عبر جميع ولايات القطر من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وخاصة الجزائر العميقة الهشة التي تعاني من مختلف المشاكل والآفات كل ذلك في إطار أخلاقيات المهنة ونبل السلوك الأريب والبعد عن سفاسف الأمور والقصد إلى معاليها والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.