إنّ الحديث عن علاقة الدولة الجزائريّة بمواطنها علي بن حاجّ يعود بنا إلى 40 سنة من تاريخ التعسّف في استعمال السلطة والإفراط في استعمال القوّة والإكراه بل حتّى التعذيب والسجن غير القانونيّ و...
إن فرض الإقامة الجبرية على فضيلة الشيخ على بن حاج خارج إطار القانون بالمضايقة والإزعاج فى كل تحركاته ومنعه من أداء الصلاة فى المساجد باستعمال العنف والقوة المفرطة بنية إذائه نفسيا وجسديا كما حصل، هو تجاوز خطير لكل الأعراف الأخلاقية والقيم الإنسانية. إن الجبهة الإسلامية للإنقاذ تحي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على تنديدها بما تعرض له فضيلة الشيخ على بن حاج من اعتداء مبرح أحدث كسرا فى الرجل.
لكن التنديد لا يكفي للأسف لوقف بطش جهاز المخابرات الذي أصبح يعبث بكل فآت المجتمع فى الجزائر, الأحزاب الحاكمة لا تحكم والأحزاب المعارضة لا تعارض، جميعها مخترقة ولا تتحرك إلا بما يملى عليها، الجهاز يتحكم فى الإقتصاد الرسمى والموازى، ومن يقف فى وجه عملائه يقتل كما حصل لوزير التجارة أو يغيب فى السجون. يوظفون الإعلام فى الداخل والخارج وشبكات التواصل الإجتماعى لتشويه والنيل من أعراض المسلمين الشرفاء والأحرار الذين يريدون خدمة الشعب ونهضة الجزائر العلمية والحضارية.
حتى الجيش الوطنى الشعبى الذي استطاع القضاء على المجموعات الإرهابية التابعة للمخابرات لم يسلم منهم، افتعلوا عملية انتحارية فى قسنطينة بتفجير شاب عن بعد كما حصل من قبل أمام قصر الحكومة فى الجزائر العاصمة. يومها كان وزير الداخلية يزيد زرهونى شجاعا فكشف أمرهم وقال إن الإنفجار لم يكون عملية انتحارية وإنما كان تفجير عن بعد، هل سيكشف أمرهم هذه المرة؟
للأسف هذا هو إرث الفريق محمد مدين المدعو توفيق الذي لم يقبل بإقالته إلا بعد ما رتب كل الخراب الذي حصل والدمار الذي سيليه إن لم يوقفهم أحد. وفيما يلي بيان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
الى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المعروف حديثا بلقب (طاب جنانه)
من العبد الفقير إلى ربه الغني به عن سواه، الصحفي محمد تامالت
من الضروري أن أوضح في بداية هذه الرسالة أنه ما من اساءة في اطلاقي عليك اللقب أعلاه لأنها صفة وصفت بها نفسك أخيرا بما معناه في القاموس الشعبي الجزائري أن الدهر أكل عليك وشرب، وهذه صفة يشترك معك فيها نظامك الذي ورثته عن الجنرالات الذين دفنتهم واحدا واحدا حتى لم يبق منهم الا قلة تلتف حول الجنرال محمد مدين الذي شبهته في مقال حديث لي تأسيا بتشبيه الشارع له بزوجة كولومبو التي نسمع عنها ولا نراها. فإن كنت ترى في هذا اللقب اساءة إليك فعليك أن تتذكر بأنك وصفت الصحفيين قبل ثلاثة عشر سنة بأنهم طيابات حمام أي نسوة مدمنات للثرثرة وترويج اشاعات، وإن كنت ترى فيه قلة أدب فإن عليك أن تعرف أن أقصى درجات قلة الأدب هو أن تتأمر قومك وهم لك كارهون ينتظرون موتك بل ويستعجلونه.
الحمد لله القائل "وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان" والصلاة والسلام على أشرف المرسلين القائل في الحديث الصحيح "إن الله لا يقدس أمة لا يعطون الضعيف منهم حقه" وعلى آله وصحبه اجمعين.
من حق الرأي العام أن يتطلع إلى معرفة الاسباب والدوافع لعدم حضور ممثلين عن الجبهة الإسلامية للإنقاذ لمؤتمر مزفران2 للمعارضة ليوم الأربعاء 30مارس2016 وإزالة لكل لبس ونزولا عند رغبة الجميع في تنوير الرأي العام يحسن بنا ذكر بعض الاسباب الموضوعية لهذا الغياب.
لقد طلب مني بعض الاخوة –جزاهم الله خيرا- كتابة مقالة للرأي العام أعرض فيها مظلمتي لكل من يهمه الأمر حتى يكون الناس على بصيرة مما حدث لي من منع من تأدية صلاة الجمعة للمرة السابعة وحرماني من حقي في التعبير اثر صلاة الجمعة كما جرت العادة منذ خروجي من السجن 02/07/ 2003 بالقوة الامنية، ونزولا عند رغبة هؤلاء جميعا إليكم هذه الرسالة التي اضع فيها النقاط على الحروف باختصار ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة، رغم أنني متأكد من أنني لست الوحيد الذي منع من صلاة الجمعة عبر التاريخ الاسلامي الطويل ومن كان له اطلاع على تراجم العلماء قديما وحديثا يعرف ذلك أشد المعرفة ولنضرب أمثلة من علماء الجزائر فالشيخ البشير الابراهيميرحمه الله توفي تحت الاقامة الجبرية، والشيخ مصباح حويذق توفي منفيا، والشيخ احمد سحنون وضع تحت الاقامة الجبرية لسنوات، والشيخ عبد اللطيف سلطاني رحمه الله توفي تحت الاقامة الجبرية، والشيخ العرباوي منع لسنوات من الخطابة يوم الجمعة، كما أن ثمة لفيف من الدعاة والعلماء في العالم الإسلامي إذا دخل أحدهم المسجد لمجرد الصلاة وصافح بعض المصلين أو تكلم مع بعضهم فإن رجال المخابرات والبوليس يضايقون من صافحهم أو جلس معهم تحققوا منهم ثم يتم استدعاهم وتارة لا يكتفون بذلك بل يستدعون أئمة المساجد ورؤساء لجان المساجد للتحقيق معهم مما دفع بأولئك الدعاة والعلماء إلى اتخاذ مسالك تجنب الناس التضييق والاتهام والأخذ بالظنة، ولنشرع الآن في المقال والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الحمد لله القائل في كتابه العزيز"لكل أجل كتاب" والقائل أيضا "كل نفس ذائقة الموت" والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل "اكثروا من ذكر هادم اللذات".
من المعلوم أن الشعوب والأمم برجالها وعلمائها وأعلامها وقادتها وأهل الفكر والقلم فيها وكذا أبطالها الذين خاضوا المعامع والخطوب في سبيل تحريرها وإنقاذها من أعدائها وجلاديها.
الحمد لله القائل في كتابه الكريم: "وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" والصلاة والسلام على أشرف المرسلين القائل في الحديث الصحيح : "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته" وعلى آله وصحبه أجمعين.
تاريخ 26 ديسمبر 1991 من الأيام التي لا تمحى من ذاكرة الجزائريين ويوم مشهود شهده العالم العربي والإسلامي والغربي فهو يوم فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ بالصندوق الشفاف في الدور الأول بـ 188 مقعداً من مقاعد البرلمان. حيث منح الشعب الجزائري جبهته بكل شرعية ومشروعية فوزاً ساحقا وهي سابقة نادرة في تاريخ الانتخابات العربية والإسلامية.
غير أن هذا الفوز الذي تم في ظل الشرعية وقوانين الجمهورية ومصادقة المجلس الدستوري على النتائج التي أحرزتها الجبهة الإسلامية للإنقاذ استحال إلى مأساة وطنية بفعل حفنة من جنرالات فرنسا وقوى العلمانية المتطرفة الاستئصالية التي فشلت فشلا ذريعا في كسب ثقة الشعب الجزائري عن طريق صناديق الاقتراع فتمَّ الانقلاب على اختيار الشعب مما جرَّ على البلاد والعباد المحن والقلاقل والآثار الوخيمة التي ما زال الشعب الجزائري يتجرع مرارتها إلى يوم الناس هذا.
وفي ظل التضليل والتعتيم الإعلامي رأت وجوه من قيادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى ضرورة فتح هذا الموقع الإعلامي ليعبر قادة وإطارات ومنتخبي الجبهة الإسلامية للإنقاذ عن آرائهم السياسية وكشف حجم المآسي والمظالم التي نزلت بمختلف شرائح أبناء الجبهة الإسلامية للإنقاذ من القمة إلى القاعدة والتي ظلت حبيسة الصدور لعقدين من الزمن.
هذا الموقع الإعلامي –وهو جهد المقل- مفتوح لسائر أبناء الجبهة الإسلامية للإنقاذ والمتعاطفين معها وكذا لسائر أبناء الشعب الجزائري الموافق والمخالف شريطة إلتزام أخلاق وآداب الحوار والصدق والأمانة بعيداً عن التجريح وقالة السوء ونشر الأراجيف عملاً بقوله تعالى "وقولوا للناس حسنا"وقوله عليه الصلاة والسلام "وخالق الناس بخلق حسن" فلا مجال للسب والتشهير والقذف.
والباب بحول الله تعالى مفتوح على مصراعيه وكل من أراد أن يساهم في إثراء هذا الموقع بالمقالات الهادفة وعرض المظالم المتنوعة – صوتاً وصورة – التي يعاني منها مختلف أبناء الشعب الجزائري عبر جميع ولايات القطر من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وخاصة الجزائر العميقة الهشة التي تعاني من مختلف المشاكل والآفات كل ذلك في إطار أخلاقيات المهنة ونبل السلوك الأريب والبعد عن سفاسف الأمور والقصد إلى معاليها والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.